محرز من أخطر بقعة في فرنسا إلى جنة نجوم العالم
بعد تألقه مع ناديه ليستر سيتي الانجليزي ذاع صيت النجم الجزائري رياض محرز وبات أكثر اللاعبين العرب شهرة ومتابعة في هذه الايام، حيث يعد محرز المولود يوم 21 فبراير 1991 في منطقة سارسيل إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، شارك مع منتخب بلاده في مونديال البرازيل عام 2014 وساهم بشكل كبير في صعود فريقه ليستر من دوري الدرجة الاولى إلى البيرلمينغ ليغ ، وهو لاعب ينشط كمهاجم أيمن كما يملك كافة الإمكانات لشغل منصب صانع اللعب، يبلغ من الطول مترا و79 سنتيمتر كما أن وزنه لا يتعدى 75 كغ، يملك إمكانات فنية كبيرة في ترويض الكرة.
النجم الجزائري الأبن لأب جزائري وأم مغربية حيث يعود أصل والده من منطقة بني سنوس بولاية تلمسان من الغرب الجزائري، وهو ما جعل منه لاعبا عربيا خالصا عكس بعض اللاعبين المغتربين الذين لطالما تكون لهم علاقة مباشرة بفرنسا، حيث يكون والدهم أو والدتهم من مواليد فرنسا.
ونشأ محرز كغيره من أبناء الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا، في حي فقير بضواحي العاصمة باريس وهو الحي الذي تقيم فيه بقوة الجالية الإفريقية لكن وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي عايشها إلا أن ذلك الأمر لم يكن ليقف حاجزا في وجه عشقه لكرة القدم وهو الذي كان يقضي جل أوقات طفولته في الشارع يداعب المستديرة رفقة أقرانه أين أظهر إمكانات كبيرة، جعلت والده يقرر ضمه مع ناشئي أحد فرق المنطقة .
وبالحديث عن ضاحية سارسيل التي نشأ فيها محرز تعد هذه الضاحية من أكثر المناطق في فرنسا دموية وعنصرية كون معظم سكانها من الجالية اليهودية حيث تعد الجالية العربية فيها قليلة بالنسبة للجاليات الاخرى هناك ليمارس ضدهم التميز العنصري ومحاولات السلب والقتل وحتى محرز حينما كان يمارس كرة القدم في الازقة لم يكن في مأمن من التهديدات بالقتل والسلب والاعتداء.
وبدأ محرز مع عالم كرة القدم، كانت في نادي المنطقة التي كان يقيم بها وهو فريق سارسال حيث تعلم هناك أبجديات كرة القدم حينما كان طفلا صغيرا وهناك جلب إليه اهتمام بعض متتبعي الفريق ونال ثناء مدربه الذي توقع له مستقبلا زاهرا خاصة أن الموهبة التي كان يمتلكها جعلت منه لاعبا مهما في فريق الناشئين.
بعدما أنهى محرز ارتباطه بفريق سارسال الفرنسي، كان الموعد مع تجربة جديدة حينما انتقل إلى فريق كامبار الناشط في قسم الهواة وهناك اكتشف رياض المعنى الحقيقي للمنافسة، حيث فرض نفسه في ظرف قصير وتحصل على مكانة أساسية في الفريق رغم صغر سنه وهو الذي لعب 27 مباراة في موسم واحد وسجل هدفين فقط .
وفي عام 2009 حاول مكتشفو اللاعبين من ناديي باريس سان جيرمان وأولمبيك مرسيليا خطف محرز والظفر بتوقيعه لكنه رفض تلك العروض من الناديين الأشهر في فرنسا كونه قرر بعد مشاورات عائلية تقرير مصيره بنفسه لينتقل إلى لوهافر الفرنسي النشط في الدرجة الثانية في فرنسا علما بأن لوهافر يعتبر عميد الأندية الفرنسية وأعرقها..
وكان هدف النادي من التعاقد مع محرز سقل موهبته وتطويرها للاستفادة منه لاحقا ولعب محرز مع الفريق الرديف وسجل 10 أهداف في مرحلة الذهاب وثلاثة أهداف ببطولة الكأس ليقرر مسؤولو النادي ترقيته بعد نصف موسم إلى الفريق الاول وتحديدا عام 2011 بعقد يمتد لثلاث سنوات ورغم ذلك كانت بدايته صعبة مع الفريق الأول لوهافر لينتظر 7 أشهر كاملة لخوض أول مباراة في عالم الاحتراف، حيث واجه نادي أنجرس في «الليغ2» كبديل لزميله يوهان ريفيار في آخر دقائق المقابلة إلا أن تواجد عديد اللاعبين الجزائريين في الفريق جعله ينسجم سريعا مع زملائه ليتحدى الصعاب قبل أن يتمكن من كسب مكان أساسي في الفريق خلال ذات الموسم ويتألق بتسجيله لعدة أهداف حاسمة جعلت منه أحد ركائز النادي ومحبوب الجماهير.
وبعد موسمين رائعين مع الفريق الفرنسي، بدأت العروض تنهال على محرز من أندية عديدة من "الليغ1" و"الليغ2" وبطولة الدرجة الثانية الانجليزية حيث انتقل للعب مع ليستر سيتي عام 2013 متصدر «الشامبيون شيب» وقتها ليساهم النجم الجزائري بشكل كبير في صعوده إلى دوري الأضواء «البريمر ليغ» من خلال أهدافه وتمريراته الحاسمة.
وفي موسم 2014 - 2015 لعب محرز مع ليستر سيتي في الدوري الانجليزي الممتاز ولعب مع الفريق 30 مباراة وساهم بشكل كبير في بقاء الفريق ضمن دوري الأضواء.
وفي الموسم الحالي 2015 – 2016 بزغ نجم محرز بشكل كبير حيث قاد فريقه إلى صدارة الدوري الانجليزي في أول 15 مباراة حيث سجل 11 هدفا وصنع 7 أهداف بأداء مميز للغاية يشير إلى ضهور نجم كبير في عالم المستديرة قادر على رفع الراية العربية في المحافل الدولية.
ولم ينجو محرز من هجمات الاعلام الفرنسي المتكررة بعدما رفض اللعب لأندية فرنسية كبيرة مثل مرسيليا وباريس سان جيرمان، وزادت حدة تلك الهجمات حينما رفض محرز تمثيل المنتخب الفرنسي واللعب مع منتخب الخضر حيث قال وقتها ردا على الهجمات الاعلامية ضده: نشأت في فرنسا وأمي لا تزال في فرنسا ولكني قلبي جزائري ولا أستطيع تغيير ذلك. أنا جزائري.
0 التعليقات:
إرسال تعليق